أبرم المحافظون النمساويون بزعامة سيباستيان كورتز وحزب الخضر  يوم الأربعاء اتفاقاً لتشكيل حكومة ائتلافية، في خطوة غير مسبوقة ستتيح للزعيم الديموقراطي الشاب أن يعود لتولي منصب المستشار بعد أن حكم البلاد حتى مايو.

وقال كورتز، الذي ينتهج سياسة متشددة حيال الهجرة "لقد نجحنا في الجمع بين الأفضل في العالمين.. من الممكن حماية المناخ والحدود" في آن معاً.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده في فيينا مع فيرنر كوغلر، زعيم حزب الخضر "داي غرونين" الذي سيدخل الحكومة للمرة الأولى أن "المفاوضات لم تكن سهلة لأن الطرفين لديهما اتجاهات مختلفة جداً".

من جهته قال كوغلر،  الذي سيصبح نائباً للمستشار في الحكومة الجديدة، إن "المهمة لم تكن سهلة"، مبدياً سروره للنجاح الحزبين في "بناء الجسور" من أجل "مستقبل النمسا".

وأضاف أنّ الحزبين تعهدا تحقيق المزيد من "العدالة الاجتماعية" واتخاذ تدابير لمكافحة الاحترار العالمي.

وقال زعيم الخضر "لقد توصلنا إلى اتفاق حول حماية المناخ أوسع نطاقاً مما كنا نظن".

وسيتم اليوم الخميس، الكشف عن البرنامج الحكومي الذي اتّفق الحزبان على تنفيذه.

وتجري المفاوضات بين الحزبين منذ نحو ثلاثة أشهر وقد انطلقت إثر الانتخابات التشريعية التي أُجريت في 29 سبتمبر وفاز فيها كورتز و"حزب الشعب" اليميني الذي ينتمي إليه.

وبهذا الاتفاق ستختبر النمسا للمرة الأولى تحالفاً بين حزب الشعب النمساوي، وهو حزب نافذ جداً في السياسة الوطنية، وحزب الخضر الذي سجّل اختراقاً في الانتخابات الأخيرة لكنّه لم يشارك يوماً في حكومة فدرالية.

وفي ما يخصّ الائتلاف الحكومي، كتبت صحيفة "تورولر زيتونغ" المحلية أن الحزبين يأخذان "رهاناً محفوفاً بالمخاطر" نظراً إلى "مقاربتهما السياسية المختلفة في الأساس".

اقرأ أيضاً... المحافظون يحصلون على الغالبية في الانتخابات النمساوية

وسبق أن شدد كورتز على رغبته في "مواصلة تخفيض الضرائب" و"مكافحة الهجرة غير القانونية"، وسيهيمن اليمين بشكل كبير على الحكومة الجديدة التي سيحظى حزب الخضر فيها بأربع حقائب وزارية.